ساحات غرناطة تحتفي بسقوط آخر “معاقل الإسلام” في الأندلس

حزينةً بدتْ هذا الصَّباح “غرناطة”، المدينة الأندلسيّة التي زُيّنت على غيْرِ عادتها في ذكرى سُقوطها التّاريخي التي تصادفُ أوائل هذا العام، حيثُ أقيمت احتفالات رسمية كبرى في ذكرى سقوطِ هذه المدينة التي تعتبرُ آخر معاقل الإسلام في الأندلس، ويُسيطر عليها التّاج الملكي الكاثوليكي.

ويعودُ تاريخ سقوط غرناطة إلى 2 يناير من عام 1492 بعدما سلّم الملك أبو عبد الله الصغير مفاتيحها للملكين الكاثوليكيين “إيزابيلاّ وفيرناندو”، أيّ منذ 528 سنة خلتْ، فبدأت لاحقا عملية طرد وإبعاد المسلمين الموريسكيين.

واجْتمع مئات الإسبان، الخميس، بأهمّ ساحات غرناطة للاحتفاء بنهاية الحكم الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبيرية، حيث رفعت أعلام عالياً تكلّف الحزب “فوكس” المتطرّف بتوزيعها على المواطنين، كما قام حشودٌ من النّاس بمشاهدة الرّاية الملكية التّاريخية وهي تمرّ في أهمّ شوارع المدينة الإسبانية.

وانتشر مئات من رجال الشّرطة والحرس المدني في أهم شوارع المدينة التاريخية تجنّباً لوقوع اشتباكات مع المعارضين لفكرة الاحتفال بالسّقوط التاريخي للمدينة، خاصة بعد تسجيل حالات تدافع وقعت خلال السّنوات الماضية. ولوحظ انتشار حوالي 200 شخص من رافضي إقامة هذا الحفل التاريخي وسط المدينة، حسب ما نقلته “إلباييس”، غير أن الأمور “عادت إلى نصابها”.

وقال الأمين العام لحزب “فوكس” الشّعبوي المتطرّف، خورخي كامبوس، في تصريحات لوسائل إعلام إسبانية: “هذه الاحتفالات تأتي لاسترجاع قدسية التّاريخ بفرض سيطرتنا على غرناطة وهزم أقوى عدو لإسبانيا وأوروبا، ويتعلق الأمر بالغزو الإسلامي”.

وأضاف كامبوس: “لقد هزموا أعداء أوروبا والإسبان في تلك الحقبة، والمعركة مازالت مستمرة إلى حدود اليوم”، مشيراً إلى أنّ “إعادة فرض القيم الغريبة على المجتمع وإحداث التّفرقة بين جميع الإسبان هي قضية لازالت معلقة أيضاً على هذا الغزو للإسلام المتطرف والمساجد السلفية التي تريد فرض ثيوقراطية شمولية على إسبانيا وأوروبا”.

ويحتفلُ الإسبان في هذه الذّكرى بالاستيلاء على المدينة سنة 1492. هذا النصر، قبل 528 سنة، أنهى آخر مملكة إسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية. وبعد الهزيمة، تفرّق المسلمون على أنحاء واسعة من أوروبا وشمال إفريقيا، بينما اضطرّ آخرون إلى اعتناق المسيحية، بعد توقيع فيليب الثالث على مرسوم الطرد النهائي للمسلمين، في عملية استغرقت خمس سنوات.

المصدر : هسبريس

Check Also

الشرطة البلجيكية تُداهم فروع البنك الشعبي المغربي

كشفت مصادر إعلامية بلجيكية، أن عددا من فروع البنك الشعبي المغربي في بلجيكا، شهدت في …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *